اذا ما عندكم مانع يبت معلومات بعد
(( الموناليزا ))
الموناليزاأشهر لوحة في تاريخ الفن بلا منازع, وأشهر أعمال الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي, ورغم أن دافنشي كان رساما ونحاتا ومهندسا وفلكيا وعالما رياضيا, إلا أنه أشتهر بكونه رسام "فقط" بسبب (الموناليزا) دون غيرها.
الموناليزاالتي طغت شهرتها على شهرة الفنان الذي أبدعها, والتي طغت شهرتها على شهرة المتحف الذي ضمها بجوار مئات الآلاف من اللوحات الفنية الأخرى. ولن يكون مبالغا من قال أن دافنشي ما كان ليُعرف لولا الموناليزا ! وأن متحف اللوفر أيضا ما كان ليُعرف لولا الموناليزا !
الموناليزااللوحة الفنية التي أصبحت مثار الجدل الأكبر بعالم الفن حيث دارت حولها نقاشات فنية ليس لها حصر, وأنعكست عنها دراسات أكاديمية لم تترك جانبا من جوانبها إلا وتعرضت له بالنقد والدراسة والتمحيص
الموناليزااللوحة التي أبكت الشعب الفرنسي بأسره عندما سُرقت من متحف اللوفر بعام 1911 حيث زاد النواح بالشوارع وأنطلقت التوسلات بالصحف تناشد اللصوص أن يعيدوها وتناشد السلطات أن تكرس الجهود لإستعادتها؛ حتى تم ذلك بعد سنتين بُذل خلالها الجهد العظيم
ولكن .. لما كل هذا ! هل تستحق (الموناليزا) كل هذا !!!نحن لا نتحدث عن أمر خفي, بل نتحدث عن لوحة موجودة نصب أعيننا, فهل ترونها حقا مميزة إلى هذه الدرجة العظيمة ! أما أنا فأعتقد أن هناك من اللوحات الفنية ما يفوق (الموناليزا) إبداعا ويتفوق عليها عمقا ودلالة, ولكن يبقى السؤال الذي حيرني طويلا ..
لماذا تميزت الموناليزا إلى هذه الدرجة دون غيرها .. !؟
دُهشت حقا حينما بحثت في هذا الموضوع, فوجدت نقاطا عديدة ذكرها دارسو الفن حول هذه اللوحة, حيث أظهروا بها وقرأوا منها دلالات عديدة دينية وفنية, وكانت هذه القراءات متضاربة تصل إلى التناقض بكثير من الأحيان حتى ليخال للقارئ أن السمة الرمزية هي التي ميّزت هذا العمل عما سواه, فقد ظل كل شيء بـ (الموناليزا) مبهما يكثر الجدل حوله وهذا يعود لبراعة راسمها وذكاءه؛ حيث لم يُنقل عن دافنشي أنه ساعد في فك طلاسم هذه اللوحة أو شرح رموزها مما أدّى -بطبيعة الحال- إلى نشوء كثرة الإجتهادات حول دلالاتها .. فمثلا:
_ هل (الموناليزا) مبتسمة ! وإن كانت كذلك فما سر إبتسامتها العجيبة !
_ هل (الموناليزا) مؤنثة أو مذكرة ! أم هل تكون كما ذكر البعض أنها ليست مذكرة ولا مؤنثة وإنما هي الجنس الواقع بين الفئتين !
_ هل كان دافنشي يحاول رسم نفسه بـ (الموناليزا) كما قال البعض !
_ ماهو سر نظرة (الموناليزا) !
_ ماهو السر الذي دفع دافنشي لأن يرسم خط الأفق الأيسر خلف الصورة أخفض بكثير من الخط الأيمن !
حقائق -قد تكون دقيقة- حول (الموناليزا) .. :_ الموناليزا -أو الجوكوندا كما يلقبها الفرنسيون- لوحة بطول 31 إنش وعرض 21 إنش, مرسومة على لوح خشب الحور, وهي موجودة حاليا في قاعة الدول بمتحف اللوفر بفرنسا خلف لوح بسماكة إنشين من الزجاج الواقي الغير قابل للكسر, وبهذا فإن (الموناليزا) وحدها بيتها من زجاج وترمي الناس بحجر التساؤلات وتبتسم ساخرة دون أن تخشى شيئا .. أليست هذه سمة وميزة !!! ربما.
_ وفيما يخص جنس الموناليزا فإن أغلب دارسي الفن لا يعتبرون الموناليزا صورة لذكر ولا لأنثى بل قوامٌ بين ذلك, وإن كان ما يقولوه حقا فلا حياء في قول الحق ولا حرج من ذكر ما ذكروه بأن الموناليزا بالعرف العام لم تكن إلا (خنثى) وقد يكون دافنشي قد قصد هذا الأمر ودل على ذلك اسم (الموناليزا) حيث ذكر النقاد أن الموناليزا اسم مركب من شقين هما: "أمون" و "ليزا" .. حيث أن "أمون" هو: إله الخصوبة الذكرية عند المصريين .. و "ليزا" هي: آلهة الخصوبة الأنثوية. وهكذا يكون اسم (الموناليزا) مركبا بين هذين الأسمين. وبهذا لا يكون وجه الموناليزا هو الذي يبدو خنثى فقط بل واسمها أيضا.
فالعجب من قدرة دافنشي -الذي يقال أنه كان (شاذا جنسيا) - حيث أستمال إعجاب العالم منذ أزمان بلوحة لم تكن إلا خنثوية الدلالة.
_ ولكن مع أن الصورة كانت قوامٌ بين الذكر والأنثى إلا أن صبغة الأنثى كانت أكثر شمولا, حيث أن دافنشي أخلّ التوازن بخلفية الصورة فجعل خط الأفق من جهة اليسار أخفض بكثير من اليمين, وهذه الخدعة التي قام بها دافنشي ما كانت إلا ليبدو جزء الموناليزا الأيسر أكبر من جزءها الأيمن, والسبب هو أن الأقدمون قد أصطلحوا على الرمز بالجانب الأيمن إلى الذكر؛ بينما جعلوا الجانب الأيسر يرمز للأنثى .. وبهذا فإن خط الأفق كان من اليمين أخفض لتبدو الصورة أكبر من جهة اليسار وهذا كله لكي تطغى صبغة الأنثى على هيئة الصورة .. فيالدهاء, ولكن أمر سخيف أن يبدو ذكاء دافنشي مركزا بالشذوذ الجنسي أليس كذلك ! بالعموم كان قالت العامة لدينا (كلٍ على همه سرى)
ويذكر النقاد أن دافنشي إنما جعل الجزء الأيمن للصورة -جزء المرأة- يبدو أكبر ليخدم بذلك فلسفة خاصة تقوم على تقديس المرأة حيث نُقل عن دافنشي أنه كان منتميا لمنظمة (سيون) الدينية التي ترتكز على تعبير "الأنثى المقدسة" وتعمل على ضوءه
_ أعتمد دافنشي بالموناليزا على الأسلوب الضبابي, فأبدع بهذا الأسلوب حتى قيل أنه لم يضاهي دافنشي أحدا قبلة ولا بعده بهذا الأسلوب, حيث أن دافنشي بإعتماده رسم خلفية الصورة بالأسلوب الضبابي جعلها تبدو وكأن حدودها تتلاشى فتتداخل مع بعضها البعض بحيث يتم خداع العين في أن أفق هذه الخلفية غير منتهي, فأصبحنا حين نطالع اللوحة لا نشعر أن خلفيتها جامده أو منتهيه بل نشعر أن السمة الضبابية هي التي شكلت حاجزا أمام أعيننا حالت دون حدها .
م.ن.ق.و.ل
انتظر ردودكم