السلام عليكم ورحمه الله و بركاته
أخواني , أخواتي ،،؛؛،،
تساؤلاتي كثيرة وجاوبني الناس بأجوبة عديدة لكنها بنفس الصيغة .
سؤالي : ما معنى الأنانية ؟ وقد كان جوابهم : الأنانية هي حب الذات فقط .
ولكن تلك الإجابة لم تشفي غليلي بل زادت فضولي وتطلعي لسر الأنانية ، وسأتطرق في كتابتي هذه عن معنى الأنانية وسأمجزها بكلماتي وحبل أفكاري .
الأنانية إحساس خارجي ومع ذلك فهو غامض لا يستطيع كل المرء رؤيته والتعرف إليه ،وذلك يرجع إلى شخصية وذات الأناني ،
فالأنانية يحميها إطار من نسيج الحقد والامتلاك مزغرفة بكلمات الخداع و كيفية الإقناع .
بداية سأتكلم عن أنانية القلب : هي ملك العواطف والجوارح لأنفسنا ونحرمها على غيرنا كمثال : لو أن الكبير يخطئ ويداوم على الخطأ وعندما يأتي الصغير مقتدياً به ، يعاقبه الكبير ويحذره من تقليده !! لماذا ، هل لأنه يعلم أن ما يفعله خطأ ولا يريد من ذلك الصغير تكرار الخطأ ، هل هو مسموحٌ للكبار وممنوعٌ للصغار ؟ أهذا يعقل .
تلك أنانية القلب ونصادف هذا الموقف في أيامنا هذه ، عندما يقول الكبار " أحببنا ولازلنا " ولو تكلم الصغار عن الحب قالوا لهم وبسخرية أنتم صغار لا تعلمون ما هو أصل الحب المقدس ، لماذا لا يعلمون ؟ أليس لديهم مشاعر يحسون بها ، أليس لديهم عقول يفكرون بها ، ولو تجادلنا مع الكبار وسألناهم ما العيب في ذلك ؟ ، يرددون علينا عبارة خاطئة دائماً تردد " أنت صغير وأنا كبير"،
أهذا هو المنطق أين الإنصاف وإلى متى سنظل صغار ؟.حتى ولو تغير هذا الصغير واًصبح عاقلاً وكبير قالوا عنه : "أنت صغير بالحب".!
هل عرفتم الآن من هو الصغير والكبير ، إن الكبير كبير العقل والتفكير والصغير صغير النفس والضمير .
هذه التي أسميتها أنانية القلب !!
" كثير اللي بالأعمار كبار لكن بالأفكار صغار "
أنانية الرأي والكلام : هنالك العديد من الناس عندما يبدون آرائهم ومقترحاتهم لا يسمحون بأي شخص أن يعطي تعليقه أو يقول نقده وتعديله ، دائماً يجب أن تكون كل كلمة من أفواههم كلمة صحيحة وكل رأي من آرائهم على صواب ولا تشوبه شائبة ، ويقومون بإصدار الأوامر وينتظرون تنفيذها حرفياً مثلما يقال من غير جدال . هذا اللي لا يحتمل مطلقاً ..
" لو اعتمد البشر على شخصية إنسان سيرتوون النار ويتذوّقون طعم المرارة والعار "
فالدنيا حياة ويصحبها الممات واخذ وعطاء فيها التعاون و الإيخاء تتعدد الآراء والأخطاء ولكننا نتعلم من هذا الخطأ حتى لا نكرره ، لا عيب لو أنك سمعت رأي الناس فيك ستتعدد الآراء منها مديح ونقد ويجب أن تتقبل الشكلين،واحذر أن تقول:"ليس للناس شأن بي"،
لابل الناس لهم الحق في نقدك ومدحك ، كيف لا ؟! فأنت تعيش وسط الناس وأنت أيضاً بدورك تبدي رأيك في الناس ، أهو محلل عليك ومحرم على غيرك ، لا تجعل أنانية الرأي والكلام تسيطر عليك .
الأنانية بشكل عام:-
هذه الأنانية تقوم على أساس الوصول والانتهاز ، وتلاعب بالأقوال والأفعال ، ربما يستطيع الأناني خداع بعض الناس في إظهار حبه الغافل ومعاملته الوصولية والتي لن تكون ودية ، ويمكن أن يكون هذا الأناني بقناعه الخافي أن يزرع ثقة الناس فيه حتى تثمر هذه الثقة ويستغلها في أي لحظة .. عفواً .. بل إنه يستغلها في كل لحظة ، فأولئك الناس الغافلين المصدقين يالهم من مساكين، فقد سيطر عليهم ذلك الأناني ويصعب فك قيد سيطرته .
ولكن كما قلت يستطيع خداع بعض من الناس وليس جميعهم ، فهناك من يعلم عن نواياه وخفاياه فهو عجين يداه ، هذه الفئة من الناس استطاعت أن تتغلب عليه وتدحره ولكن هذه الفئة قد تقف عند حد معين والسبب أن هناك العديد من البشر يقف في صف ذلك الأناني الذي سيطر على عقولهم . ولكننا نجد خسارة ، يا ترى خسارة من ؟ خسارة الأناني من الفئتين فالفئة الأولى لن تدوم سيطرته عليهم لأن الله سبحانه و تعالى يمهل ولا يهمل ، والفئة الثانية خسارته معهم منذ البداية فقد كشفوا حقيقته فلو تسامحوا معه مرة لن يتسامحوا معه أكثر من تلك المرة .
إذن تعريف الأنانية هو :
الأناني يستفيد وكلامه لا يقل ولا يزيد ويطلب الأكثر وكل جديد وقلبه مصنوع من حديد ، فاحذر من سؤاله لأنك ستقع في شباكه.
كما قال الرسول (ص) في الحديث الشريف : ((لا يؤمن أحدكم بالله واليوم الآخر حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه)) .
تحياتي القلبيه ،،؛؛،،